هل هناك فكرة أكثر إثارة من فكرة السفر عبر الزمن؟ التنقل عبر الوقت في الماضي والمستقبل،
مشاهدة الأحداث العظيمة في التاريخ والتحدث مع البشر الذين حضروا هذه الأحداث؟
تبدو الاحتمالات لا نهائية، لذا فإن فكرة السفر عبر الزمن كانت من مصادر الإلهام شديدة الخصوبة
لكتاب روايات وأفلام الخيال العلمي، منذ آلة الزمن لهربرت جورج ويلز
بنظرة أخرى، ففي واقع الأمر يمكن أن نقول إننا جميعا لسنا سوى مسافرين عبر الزمن، ففي الوقت
الذي تجلس فيه في مقعدك المريح لتقرأ هذا الكلام، فإن الزمن يمضي بك نحو المستقبل، والمستقبل
والحاضر يتحولان باستمرار إلى ماضٍ، مما يعنى أننا مستمرون في التحرك للأمام خلال الزمن
إن فكرة السفر عبر الزمن يصل عمرها إلى عدة قرون، لكنها لم تصغ في صورة علمية إلا عندما قام
ألبرت أينشتين بوضع نظرية النسبية الخاصة
ما هو الزمن؟
يقول العالم الفلكي كارل ساجان إن الزمن غير قابل للتعريف. إننا جميعا نظن أننا نعرف ما هو الزمن،
لكننا لا نعرف كيف نصفه في كلمات. نحن لا نستطيع أن نرى أو نلمس الزمن، لكننا نرى آثاره طوال
الوقت. نراه على أجسادنا التي تهرم، وبيوتنا التي تتقادم، وملابسنا التي تبلى، وأشجارنا التي تنمو،
ومواعيدنا التي لا نلحق بها، وامتحاناتنا التي نفاجأ بها ونحن غير مستعدين بعد. فنحن دائما مطالبون
بإنجاز أعمال معينة أو التواجد في أماكن معينة في خلال أوقات معينة
يقول أينشتين إن الزمن هو البعد الرابع للكون. الأبعاد الثلاثة الأخرى هي
الطول والعرض والارتفاع، أو المحاور أمامي - خلفي وعلوي - سفلي ويميني - يساري. لا يمكن
للمكان أن يوجد بدون الزمن، ولا يمكن للزمن أن يوجد بدون المكان، وهكذا ظهر مصطلح الزمكان
وحسب النسبية الخاصة فإن الزمن يبطىء من سيره عندما يقترب الجسم من سرعة الضوء. قاد هذا
عدد من العلماء إلى التفكير في أنه إذا أمكننا أن نتجاوز سرعة الضوء فهذا يعني أنه من الممكن
السفر عبر الزمن إلى الماضي، وأيضا إلى المستقبل
المشكلة هي أن العلماء يؤمنون بأن سرعة الضوء هي أقصى سرعة يمكن أن يتحرك بها جسم،
فعندما يقترب الجسم من سرعة الضوء تتزايد كتلته النسبية :study: